تطور الحصان
مسيرة تطورالحصان
يُظهر السجل الأحفوري تطور الكائنات الحية حيث تتغير البنية الفيزيولوجية حسب التغيرات المناخية والبيئية . ويٌعتبر ما نعرفه عن الحصان الأكثر اكتمالا حيث السجل الاحفوري الكامل تم العثور عليه مع احافير كل حلقات اسلاف الحصان .
الاسم العلمي للحصان Equus وهو نوع مستقل بذاته يحتوي كلا من الزبرا (الحمار الوحشي) و الحمار و الأحصنة. ينتمي الاكوس الى عائلة الاكويدايEquidae وهي نفس العائلة التي تحتوي وحيد القرن.
لم تظهر الاحصنة الحالية (اكوس)الا قبل 3 مليون سنة . للحصان 66 كروموسوما وهو يحتوي حوالي 250 فصيلة.
تطورت الأحصنة الأولى منذ 55مليون سنة وغالب هذا الوقت أجناس عديدة من عائلة الحصان عاشت وأحيانا تعايشت في نفس الوقت ونفس المكان، كما هو موضح في الصورة أعلاه. (متحف التاريخ الطبيعي-و.م.أ)
مسيرة التطور
الاحصنة ، البشر وبقية الثدييات تشترك في سلف مشترك كان لديه حافر بخمسة أطراف. تلك الأطراف التي أصبحت في البشر أصابع.
قبل 55 مليون سنة مضت بدأت أوائل الرئيسيات بالظهور على الأرض وفي مكان ما من أمريكا الشمالية كائن صغير بحجم الثعلب يجوب الغابات .
هذا الكائن ''الهيراكوثريوم''سيصبح عبر سلسلة من التغيرات والتي سببها المناخ والبيئة السلف الأول للحصان كما نعرفه اليوم.
من آكل عشب بحجم جرو صغير الى....الحصان !
لنتخيل عالما حيث الأحصنة من كل الألوان والأشكال وبكافة الأحجام تجوب كل مكان ، بعضها آكل اعشاب ، بعضها آكل اوراق وبعضها صغير بحجم الجرو .
ذلك العالم ما عاد له وجود ولكنه كان حقيقة ذات مرة، على الاقل في امريكا الشمالية الموطن الاصلي للاحصنة حيث جابت الاحصنة على امتداد الاف السنين ولكنها لم تجب فقط المراعي بل الغابات ايضا . الأحصنة التي نعرفها اليوم لا تشكل الا نسبة ضئيلة جدا من شجرة عائلية كبيرة تتفرع على امتداد ملايين السنين.
تعود الحفرية الاقدم لهذا الحيوان الى 55 مليون سنة وقد تم العثور على بعض الهياكل العظمية غير المكتملة لهذا الحيوان في اوربا لهذا الحيوان ولكن الحفرية الاكثر اكتمالا وُجدت في امريكا الشمالية وهي الموضحة في الصورة.
منذ 55مليون سنة ظهر اول فرد في عائلة الاحصنة فرد بحجم الجرو يعرف باسم الهيراكوثيريوم جاب الغابات التي كانت تغطي امريكا الشمالية . هذا الحصان يُعرف بالحصان الأول وقد عاش في العصر اليوسيني (56-34 م.س) كما توضح الحفرية فقد كان الهيراكوثيريوم كائنا صغيرا بطول لا يتعدى عشرات السنتمترات. هاجر الهيراكوثيريوم الى اوربا وآسيا ومن ثم افريقيا البرية عبر الممرات البرية التي كانت موجودة قبل العصر الجليدي.
في النهاية وبفعل الظروف المناخية (حوالي 34 م.س مضت) النوع انقرض في امريكا ولكن الافراد التي هاجرت الى القارات الأخرى بقيت لتتطور.
التغير المناخي
عاش الهيراكوثيريوم عبر ملايين السنين وتفرعت منه فصائل عديدة ولكنها تشترك جميعا في ان لها خمسة حوافر وآكلة غابات.
لكن قبل 35 مليون سنة انخفضت درجات الحرارة ما حول المنطقة الى ما يشبه اليوم غابات الامازون المطيرة.
المساحات العشبية الجافة حلت محل الغابات ما ادى الى تطور سريع في الاحصنة وبحلول المليون التاسع قِدما كانت الاحصنة آكلة الأوراق قد اختفت.
كيف تأثرت الـأحصنة بالتغير البيئي؟
1-تطور الفك
تحول النظام الغذائي من الاعتماد على أوراق الشجر العالي الى التغذي الاعشاب على سطح الارض . كان لذلك أثر على شكل الاحافير التي نجدها للأحصنة.شمل التغير أساسا أنماط الفكوك والتي تحولت تدريجيا من فكوك صغيرة ماضغة الى فكوك طويلة ساحبة مناسبة لمضغ العشب.
بخلاف اوراق الاشجار فان التهام العشب عملية اكثر صعوبة يحتوي العشب على كميات قليلة من المركبات التي تشبه الزجاج وهي تحك الفك كما يفعل ورق الزجاج ، التهام العشب من الارض ايضا يسحب معه كميات من التربة.
يمكن ان نعرف الكثير عن ما الذي اكله حصان عن طريق النظر الى فكه حتى لوكان ذلك الفك مستحاثة.
الاحصنة الاوائل كانت لديها افواه ماضغة كالتي لدى البشر مثلا. الاحصنة التي تلت كان لديها افاوه اكبر بثلاث مرات.
الفك الصغير جيد اذا كنت تتغذى على الاوراق الرطبة كما كان يفعل الهيراكوثيريوم أما التغذي على الاعشاب القاسية فيجعل الفك يتاقلم سريعا ليصبح اكبر واكثر فاعلية.
الى وقت متأخر كان العلماء يعتقدون ان الاحصنة ذات الفك الطويل كانت تتغذى فقط على العشب لكن بيانات اخيرة اكدت انها احيانا كانت تتغذى على اوراق الشجر ايضا. المكبات الكيميائية المتبقية على الفك المتحجر
2-تطور الحوافر
لذلك علاقة كبيرة بالعشبية، على عكس الغابة فان المساحات العشبية مفتوحة وبالتالي يسير الاعتماد على السرعة للهرب من المفترسين أكثر ضرورة ما أدى إلى نجاة الاحصنة ذات السيقان الأطول. الحوافر والسيقان تساعد الحصان على الجري اسرع ما يساعدهم في الهروب من المفترسين وكذا ايجاد مساحات عشب اكثر.
في الغابات حيث الارض اطيع اكثر الاحصنة احتفظت بثلاثة اطراف.
أوائل الأحصنة كان لديها ثلاثة الى اربعة اطراف فاعلة ومع الزمن تلاشت الاطراف الجانبية ليبقى حافر وحيد الطرف. فقط الاحصنة وحيدة الحافر تعيش اليوم ولكن نستطيع ان نرى بقايا اطراف صغيرة في العظام فوق الحافر.
3-تطور الحجم
عبر اكثر من نصف تاريخ وجودها ظلت الاحصنة صغيرة الحجم، تجوب الغابات. لكن الظروف المناخية التي تغيرت سمحت للمساحات العشبية ان تتمدد ومنذ حوالي 20 مليون سنة مضت ، تطورت بسرعة العديد من الانواع والاجناس الجديدة
تعليقات
إرسال تعليق