اليوم ها هي أمم العالم تنطلق في الفضاء وفي أعماق المحيطات وتحت الأرض لا ترغب غير معرفة تتفوق بها على نفسها وعلى الجهل وربما أيضا على الاخر .

وتغرق أمتنا القتيلة فى بحر من الكآبة يشتد فيه الظلام كلما غاصت كثر تسحبها نحو أسفل أثقالها المربوطة اليها ك أثقال الخرافة والتعصب والطائفية والتدين الأبله لا للاله محب بل لشيوخ يملون  ما يوحى اليهم.

هل من مركب ينقذنا ؟ هل نصادف من يسحب جثتنا الهامدة و ينزع عنا الاصفاد كما تنتشل يوميا المئات من ابناءنا هاربين من ظلمات هذه البلاد؟

الواقع انه ان لم نرم عنا هذه الاغلال والاثقال فسنبقى نغوص  نحوالقاع................. وتبقى العالمين فوق السطح تحت النور وفي الفضاء.

منذ اتت الاديان السماوية وبالاحرى، تم اختراعها ، ركزت كلها على فكرة الاله شديد البطش الذي له جيوش من الملائكة العظماء الاقوياء وجحيم تتفنن الكتب المنسوبة للاله في وصف ظلماته و شدة عذابه.....
الصورة التي تترسخ لدى المؤمن على مر الايام ومنذ طفولته هو ان عليه ان يخشى غضب هذا الاله الذي قد يتحول الى امبراطور سادي يلقي بعصاة اوامره في نيران ملتهبة و يطردهم مغضوبا عليهم من مملكته........شعور بالرعب يفسره المتمسكون بالمعتقد انه ضمن اطار الترهيب الضروري ويشيرون الى ان هنالك ايضا جانبا للترغيب في تلك الكتب "__السماوية".
ويرفض المؤمنون ان كلمة الترهيب في حد ذاتها تستحضر  مصطلح الارهاب بل وتشرع مبدا تهديد البشر  لتنفيذ اجندات دينية.
ان الترغيب الذي يتحدثون عنه يصف ،حسب كل دين، متعات وحياة ابدية وحور عين و ملذات ......لا يمكن وصفها الا بقمة اللذة الجسدية التي في احسن الاحوال يترفع عنها المتصوفون في الحياة الدنيا بصفتها مجونا، فكيف يقبلونها في الاخرة وهي التي يفترض انها حياة النقاء ؟

اقول هذا بعد ان كنت اقرء للتو كتاب "تاريخ الفلسفة اليونانية" فصادفت وصفا موجزا لالهة اليونان.
لا ريب ان الالهة اليونانية لا تقل خرافية عن كل المزاعم الدينية في كل عصر ولكن لننظر الى هذا الوصف الموجز لما تصوره اليونانيون عن الهتهم ، تصور يعد اكثر واقعية من تصور الاديان السماوية بل ويبتعد كل البعد عن السادية وحب السيطرة ويعطي انطباعا واضحا ان الالهة محبة الحياة ( بغض النظر عن اي تفاصيل ) ....هل نستغرب اذن ان شعبا محبا للحياة نبغ في الموسيقى والفلسفة والعلوم وترك حضارة كانت الاساس العلمي والسياسي للحضارة الغربية  اليوم ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة